يتحدث الحارس الخمسيني لأحد العمارات عن نفسه فيقول :"لقد حصلت على معدل 80 في الثانوية العامة وذلك في السبعينيات ,ولم يكن لوالدي مالا كافيا ليرسلني لاتعلم خارجا في الجامعة حيث لم يكن هنا جامعات وقتها وبعد وفاته أصبحت مسؤولا عن اخوتي ولم أتمكن من تحمل تكلفة تعليمي الجامعي ,والآن زميلي في الثانوية الذي كان معدلى اعلى منه طبيبا مرموقا يتصدق علي بالكاد بكشفية مخفضة الثمن بعدما اضطرني مرض ابني للطب والتداوي"
فهل يصبح التشدق بـمقولة "من جد وجد , ومن سار على الدرب وصل" كافيا لتعزيته ؟!
قس على ما سبق ذكره مئات القضايا التى تسير على هذا المنوال في بلادنا الظالم أهلها , فهذا فقير لايجد ثمن الدواء بالكاد ويبقى هزيلا بضع سنين ثم يموت كمدا وغيره يعيش طويلا حتى يسأم الحاه بعد علاجه غالي الثمن !,وذاك لايجد ثمن الدروس الخصوصية للمادة التى يصعب فهمها فتوثر على معدله الذي لايخوله دراسة تخصص أحلامه وغيره يأخذ دروسا للمادة التى يشاء فيحافظ على معدله كما يريد ويدخل التخصص الذي يحلم !
وهكذا دواليك ..
وهكذا دواليك ..
افهم انها حكمة الله ان يتفاضل الناس بينهم لا خلاف على ذلك ,ولكن لا تحكم على فقر الفقير انه تقصيرا منه لعدم سعية وخلوده للكسل كأنه قانون رياضي بحت !
الحياه مادية في أغلب جوانب حياتنا هذه الأيام , أتسائل "أهذه الحياه حقا ؟! أو أهكذا يريد الله ؟! كلا حاشاه فقد اوجب الله الزكاه وباقي الشرائع المتعلقة بالمال ليتساوى الناس في احتياجاتهم الأساسية -حد الكفاية- دون تمايز أو تفضل من أحدِ على أحد ثم بعدها يتفاوت كل إمرء كيفما يسعفه نشاط جسمه أو حدة ذهنه .
التدوينة لا أعتبرها منتهية ,لكن الفكرة واضحة نوعا ما