تلك الفكرة التي طارت كما سابقاتها, ليس لها أي نصيب لتدون الآن .
ومن عجيب القدر أن طيرانها خلف أبراج اللاوعي في عقلي كان سببا في هذه كتابتي لهذه الخاطرة القصيرة عن "طيران الأفكار" ونسيانها رغم كونها مهمة قبل لحظات ولكنها طارت!
لطالما علِمتُ أنه يحتم علينا في كل حين وضع نوتة وقلم أو "Notepad" جهازك الذكي في أهبة الإستعداد , لتكون بمثابه مصيدة لتلك الفكرة التي ان لم تدون لحظة يحط سربها دفعة واحدة على ذهنك فانها ستذهب جمبا لجمب مع سابقاتها من أفكار نسيت وغفل عنها عقللك الإنساني القاصر .
فالعقل برغم عظمة خلقه وتركيبه التي يصعب عليه نفسه فهم كُنهه بشكل كامل من قبل ذاته!
فالعقل البشري بلا أي مبالغة قد يكون حينا كالسد المنيع الذي لا يعلم عن ذاته و ما يكونه من ملايين دقائق الحصى والملاط ولا يفقه هذا السد فيزياء قوته وآلية صده لضغط المائع فوقة من ماءٍ وطمي .
تلك الفكرة التي قد تأتيك على حين غِرة في قاعة الإمتحان أو في مستهل صلاتك قبل أن تخشع أو حين دراستك لامتحان الغد كما يحدث لي الآن وقت كتابه هذه التدوينة تحديدا !
ستكون سعيدا وستحقق جل أحلامك وتطلعاتك ان امتهنت مهنة الصيد لأفكارك , تلك المهنة التي يصعب امتهانها في هذا العصر المتسارع بكل ما يحويه من عوامل تشتيت للفكر !
وبلا شك فقد يكون صيد الفكرة سببا في كتابتها آنيا وتنميتها رويدا رويدا وما يدريك لعل تلك الفكرة تكون جذوة تشعل ذهنك مستقبلا وتودي به ليكون بستان غنّاء تحط عليه آلاف الأفكار التي ستكسب لحياتك حيوات لا نهائية ..